الجمعة، 15 مايو 2009

المحاضرة العاشرة

الاضطرابات النفسية الجسمية (السيكوماتية )
هي اضطرابات جسمية موضوعية ذات أساس وأصل نفسي (بسبب الاضطرابات الانفعالية) ، تصيب المناطق والأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي .

النفس والجسم :
الإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية تتأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية والعكس صحيح في توازن تحت الظروف العادية لشخصية سوية متوافقة .

والجسم يعتبر وسيطا بين البيئة الخارجية وبين الذات ككيان نفسي ويؤدي الضغط الانفعالي الشديد المزمن واضطراب الشخصية إلي أن يضطرب هذا التوازن.

هناك علاقة مباشرة
بين الانفعالات والجهاز العصبي الذاتي والأجهزة التي يسيطر عليها الجهاز العصبي الذاتي هي : الجهاز الدوري والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز الغددي والهيكلي ---- وإذا حدث ان أعيق التعبير الانفعالي وتوالي الإحباط والصراع والكبت وأزمن الانفعال بدأ تحويله وظهرت الأعراض النفسية الجسمية

مدي حدوث الاضطرابات النفسية الجسمية
حوالي 40- 60% من المرضي الذين يترددون علي الأطباء يعانون من اضطرابات جسمية .
والاضطرابات النفسية الجسمية أكثر تفشيا في الحضارات المعقدة التي يشيع فيها الصراع والتنافس والقلق والخوف والاستثارة الجنسية المستمرة . وهي أكثر شيوعا لدي الإناث منها لدي الذكور .

الشخصية قبل المرض
تتسم الشخصية قبل المرض بالسمات الآتية :
عدم النضج الانفعالي ، و الحساسية النفسية ( وخاصة لما يهدد الذات ) والاهتمام بالجسم والصحة ، والتمركز حول الذات والميل لجذب الانتباه ، والتوتر والانطواء ، والتشاؤم ، وعدم الثقة في النفس وفي الآخرين ، والاعتماد علي الآخرين ووجود صراع علي السلطة والضمير الحي والجدية الزائدة

أسباب الاضطرابات النفسية الجسمية
- الأمراض العضوية في الطفولة التي تزيد احتمال تعرض أعضاء معينة من الجسم للمرض ، وقلق الفرد علي صحته .
- اضطرابات العلاقات بين الطفل والوالدين في عملية الغذاء والتدريب علي الإخراج ، ونقص الأمن وفقد الحب والخوف من الانفصال والحرمان والحاجة إلي القبول ، واضطراب الجو الانفعالي في المنزل ، والخلافات الأسرية وعدم السعادة الزوجية
- الصراع الانفعالي الطويل مثل الصراع بين الاعتماد علي الغير وبين الاستقلال ، والكبت الانفعالي ، والعدوان المكبوت ،
- والشعور الطويل بالظلم ، الضغط الانفعالي الشديد المستمر والتوتر النفسي . والمطامح غير الواقعية أو غير الممكن تحقيقها والضغوط الاجتماعية والبيئية واضطراب العلاقات الاجتماعية .
- التجارب الجنسية الصادمة .

تشخيص الاضطرابات النفسية الجسمية
- يجب الاهتمام بالفحص الطبي الشامل ، وتاريخ المرض .
- يلاحظ أن المريض لا يعترف بسهولة بأن مرضه نفس جسمي ولكنه يصر غالبا علي أنه جسمي فقط .
- ويلاحظ أيضا انه عند معرفته بهذا التشخيص تبدو دفاعاته النفسية في النشاط بشكل ملحوظ وقد تزداد حدة نوبة المرض بشكل واضح أثناء محاولة التشخيص .
- ومن العلامات الدالة علي أن الاضطرابات نفس جسمي
- وجود اضطراب انفعالي يعتبر عاملا مرسبا ، وارتباط الحالة بنمط معين من أنماط الشخصية ، ووجود اضطراب نفس جسمي سابق لدي المريض ، ووجود تاريخ مرضي في الأسرة لنفس المرض أو اضطراب مشابه .
- ويلاحظ الشبه الكبير بين أعراض المرض النفسي وبين أعراض التوتر الانفعالي .
- ويجب المقارنة بين الأعراض النفسية الجسمية و بين الأعراض الهستيرية

المقارنة بين الهستريا والمرض النفس جسمي
الهستريا : ·
المرض النفسي الجسمي

أشكال الاضطرابات النفس جسمية

تعتبر استجابات لاشعورية جسمية للتوترات الانفعالية
- اضطراب الجهاز الدوري :
الذبحة الصدرية ، انخفاض ضغط الدم ، ارتفاع ضغط الدم .
- اضطراب الجهاز التنفسي :
الربو الشعبي ، التهاب مخاطية الأنف .
- اضطراب الجهاز الهضمي : قرحة المعدة ، التهاب المعدة المزمن ، التهاب القولون ، الشراهة ، الإمساك ،والإسهال
- اضطراب الجهاز التناسلي : العنه ( الضعف الجنسي عند الرجل ) ، البرود الجنسي ( عند المرأة ) ، اضطراب الحيض ، العقم
- سقوط الشعر ، فرط العرق
- في الجهاز العصبي : الصداع النصفي ، إحساس الأطراف الكاذب

علاج الاضطرابات النفسية الجسمية
1- العلاج النفسي لمعرفة أسباب المرض والذي يتناول النواحي الانفعالية وحل مشكلات الشخصية وإزالة العقاب وحل الصراعات الانفعالية والتنفيس الانفعالي لإزالة القلق المزمن وإعادة الثقة في النفس
2- الإرشاد النفسي للمريض والأسرة وإرشاد الأزواج
3- العلاج السلوكي في حالات فقد الشهية العصبي والبدانة
4- العلاج البيئي لتخفيف الضغوط علي المريض في الأسرة والعمل
5- في حالات الأطفال يوجه العلاج النفسي إلي الوالدين وخاصة الأم
6- العلاج الطبي لعلاج الأعراض الجسمية.
وتخفي الأعراض الجسمية بعض المكاسب الآتية :
الانتقام اللاشعوري من الآخرين ، وجذب الأنظار والعطف والمشاركة الوجدانية .


القلـــق
تعريف القلق :
هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث ، ويصبحها خوف غامض وأعراض نفسية جسمية .

ورغم أن القلق غالبا ما يكون عرضا لبعض الاضطرابات النفسية إلا ان حالة القلق قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطرابا نفسيا أساسيا . وهذا هو ما يعرف باسم“ عصاب القلق“ أو القلق العصابي او رد فعل القلق وهو أشيع حالات العصاب.

ويمكن اعتبار القلق انفعالا مركبا من الخوف وتوقع التهديد والخطر

تصنيف القلق
1- القلق الموضوعي العادي:
حيث يكون مصدره خارجيا وموجود فعلا ويطلق عليه أحيانا اسم القلق السوي أو الواقعي أو الصحيح ويحدث هذا في مواقف التوقع أو الخوف من فقدان شئ مثل القلق المتعلق بالنجاح في عمل جديد أو امتحان أو بالصحة أو الإقدام علي الزواج أو انتظار نبا هام

2- حالة القلق أو القلق العصابي :
وهو داخلي المصدر وأسبابه لاشعورية مكبوتة غير معروفة ولا مبرر له ولا يتفق مع الظروف الداعية اليه ويعوق التوافق والإنتاج والتقدم والسلوك العادي

3- القلق العام :
لا يرتبط بأي موضوع محدد بل نجد القلق غامضا وعاما وعائما

4- القلق الثانوي :
القلق كمرض من أعراض الاضطرابات النفسية الأخرى ( حيث يعتبر القلق عرضا مشتركا في جميع الأمراض النفسية تقريبا

حدوث القلــق :
أشيع حالات العصاب حيث يمثل 30 -40 % من الاضطرابات العصابية وهو أشيع لدي الإناث منه لدي الذكور ، وهو أشيع في الطفولة والمراهقة وسن القعود والشيخوخة .

أسباب القلق
· الاستعداد الوراثي في بعض الحالات وقد تختلط العوامل الوراثية بالعوامل البيئية .
· الاستعداد النفسي والشعور بالتهديد الداخلي او الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية بالنسبة لمكانة الفرد وأهدافه ، والتوتر النفسي الشديد ، والمتاعب والصدمات النفسية والشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه .
· مواقف الحياة الضاغطة والضغوط الحضارية والثقافية والبيئة (عصر القلق )
· مشكلات الطفولة والمراهقة والشيخوخة ومشكلات الحاضر التي تنشط ذكريات الصراعات في الماضي ، والطرق الخاطئة في تنشئة الأطفال مثل القسوة والتسلط والحماية الزائدة والحرمان .
· التعرض للحوادث والخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة .

أعراض القلق
الأعراض الجسمية :
ويشمل الضعف العام ونقص الطاقة الحيوية والنشاط والمثابرة وتوتر العضلات ، والنشاط الحركي الزائد ، واللزمات العصبية الحركية ، والتعب والصداع المستمر الذي لايهدئه الأسبرين. وتصبب العرق وعرق الكفين وارتعاش الأصابع ، وشحوب الوجه ، وخفقان القلب وآلام الصدر ، والدوار والغثيان والقئ والإسهال وعسر الهضم .
اضطراب النوم والأرق والأحلام المزعجة والكابوس والتعب

الأعراض النفسية :
وتشمل القلق العام والقلق علي الصحة والعمل والمستقبل والعصبية والتوتر العام وعدم الاستقرار والشعور بعدم الراحة ، والحساسية النفسية الزائدة وسهولة الاستثارة والهياج والخوف ( الخوف الذي قد يصل الي درجة الفزع ) والتشاؤم وكوارث المستقبل .

تشخيص القلق :
يجب العناية بالفحص الطبي الدقيق ، وتقييم الشخصية ودراسة تاريخ الحالة .... وفي حالة وجود الأعراض الجسمية يجب عدم الخلط بين القلق والاضطرابات العضوية والعصابية الاخري مثل الهستريا أو الاكتئاب .

القلق
- لا يكون الفرد منتبها إلي مصدر عادة ( علي مستوي لاشعوري ، خوف داخلي من مجهول ) .
- يبقي غالبا زوال مثيره الأصلي .
- قد ينشأ كرد فعل لوضع محتمل غير قائم ولكنه متوقع.
- يوجد صراعات .

الخوف العادي
- خوف من أمور خارجية يواجهها الفرد علي مستوي الشعور ويعرف مصدرها .
- يزول بزوال مثيره .

- ينشأ كرد فعل لوضع مخيف قائم فعلا .

- لا يوجد صراعات


علاج القلــق
العلاج النفسي :
بهدف تطوير شخصية المريض باستخدام التنفيس والإيحاء والإقناع والتدعيم وإعادة الثقة في النفس .
· الإرشاد العلاجي :
والإرشاد الزواجي وحل مشكلات المريض وتعليمه .
· العلاج الطبي :
للأعراض الجسمية المصاحبة وتطمين المريض .
يقل القلق كلما انحسر الضغط الخارجي ومن حيل الدفاع المستخدمة للتخفيف من القلق : التبرير ، والهروب ، والكبت واللامبالاة .
السؤال الاول
قارني بين الهستريا والمرض النفس جسمي كما فهمت من الشرح بأسلوبك ؟
السؤال الثاني
ما نوع القلق الذي ينتابك وعلي اي اساس تم تحديدك لنوعه ؟

ليست هناك تعليقات: