الجمعة، 8 مايو 2009

المحاضرة السابعة

وسائل الحصول على المعلومات

تتعدد وسائل الحصول على المعلومات الكمية والنوعية التي تتعلق بحياة المريض وشخصيته ووضعه حسب الناحية التي نريد معلومات عنها ، ولا توجد وسيلة شاملة أو جامعة مانعة ، ولكن وسائل جمع المعلومات تكمل بعضها البعض ، ويؤكد بعضها البعض 0
وأهم وسائل الحصول على المعلومات ما يلي :

المقابلة : هي الوسيلة الأولية الأساسية في الفحص والتشخيص ، وهي علاقة اجتماعية مهنية وجهًا لوجه ، بين المعالج والمريض ، في جو نفسي أمن يسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين بهدف جمع معلومات لأزمة

وتتم المقابلة بين المعالج وبين المريض ومن يتصل بهم أو يهمهم أمره من أهله وأقاربه وأصدقائه وجيرانه

ويجب أن يكون المريض أثناء المقابلة مسترخيًا واثقًا في المعالج بينهما علاقة طيبة مرنة ، خالية من الشك والخوف والتهديد ، ويجب أن تخلو المقابلة من الأمر والنهي والإيحاء واستعجال المريض ، أو إكمال حديثه وألا تتخذ صورة التحقيق 0

أنواع المقابلة
المقابلة المبدئية : (التي تمهد للمقابلات التالية) ، المقابلة القصيرة (التي لا تستغرق وقتًا طويلًا) ، المقابلة الفردية (التي تتم بين المعالج ومريض واحد فقط) ، المقابلة الجماعية (التي تتم مع جماعة من المرضى) ، المقابلة المقيدة أو المقننة (التي تكون مقيدة بأسئلة وموضوعات أو تعليمات) 0
ومن أنواع المقابلة حسب هدفها : مقابلة المعلومات ، والمقابلة العلاجية (الكلينيكية) ، والمقابلة الشخصية
ومن أنواع المقابلة حسب الأسلوب المتبع فيها : المقابلة الممركزة حول المريض ، المقابلة الممركزة حول المعالج ، ويتم إجراء المقابلة في خطوات وعلى مراحل مرنة تبدأ بالإعداد المرن لها ، وتحديد الزمن الكافي ، والمكان المناسب لإجرائها ، وبدئها بداية متدرجة مشجعة ، وتكون الألفة والتقبل وملاحظة سلوك المريض ، وتوجيه الأسئلة بالصيغة المناسبة ، وفي الوقت المناسب وإنهائها متدرجًا عند تحقق هدفها 0

الملاحظة :
هي الملاحظة العلمية المنظمة للوضع الحالي للمريض في قطاع محدود من قطاعات سلوكه في مواقف الحياة اليومية الطبيعية ، ومواقف التفاعل الاجتماعي ، ومواقف الإحباط مما يمثل عينات سلوكية ذات مغزى في حياة المريض 0
n من أنواع الملاحظة :
- الملاحظة المباشرة (وجهًا لوجه مع المريض) 0
- الملاحظة غير المباشرة (دون اتصال مباشر مع المريض)0
- الملاحظة المنظمة الخارجية (يقوم بها المعالج ومساعدوه)0
- الملاحظة المقيدة (بمجال أو موقف وفترات معينة) 0
ويجب مراعاة عوامل نجاح الملاحظة مثل : السرية ، الموضوعية ، الدقة ، الخبرة 0
- الملاحظة المنظمة الداخلية (من الشخص نفسه لنفسه) 0
- الملاحظة العرضية أو الصدفية (العابرة العفوية غير المقصودة) 0
- الملاحظة الدورية (على فترات زمنية محدد

دراسة الحالة :
وهي وسيلة أو أسلوب لتجميع المعلومات التي تم جمعها بكافة الوسائل عن المريض ، وهي تحليل دقيق للموقف العام للمريض ككل لأهم خبرات المريض 0
وتعطى دراسة الحالة فكرة عامة أو شاملة عن المريض في ضوء إطار معياري منظم لها ، يتضمن المعلومات والبيانات العامة والشخصية ، والحالة الجسمية والصحية ، والحالة العقلية المعرفية ، والنواحي الاجتماعية والانفعالية ، وتطور النمو ، والنواحي العامة والمشكلة والتفسير والتشخيص والتوصيات والمتابعة 0

· مؤتمر الحالة :
هو اجتماع يضم كل أو بعض الأشخاص الذين يهمهم أمر المريض وكل أو بعض من لديه معلومات خاصة به ومستعد للتطوع والإدلاء بها ، وإبداء بعض التوصيات بموافقة المريض
· الاختبارات والمقاييس :
تعتبر الاختبارات والمقاييس النفسية من أهم وسائل جمع المعلومات ، وتتنوع الاختبارات والمقاييس بين التحريرية واللفظية وغير اللفظية والعلمية والفردية والجماعية ، واختبارات ومقاييس السرعة والقوة والأداء

ومن الشروط المعروفة اللازم توافرها في الاختبارات والمقاييس : الصدق والثبات والتقنين والموضوعية ، وإظهار الفروق الفردية ، وسهولة الاستخدام ، وتعدد الاختبارات والمقاييس مع الاعتدال في استخدامها 0

السيرة الشخصية :
يُطلق عليها البعض أسم ”التقرير الذاتي“ عن السيرة الشخصية ، وهي عبارة عن قصة الحياة كما يكتبها المريض عن ذاته تعلمه ، وهي وسيلة شبه اسقاطية يتناول فيها المريض معظم جوانب حياته في الماضي والحاضر ، وتاريخه الشخصي والأسري والتربوي والجنس والخبرات والأحداث الهامة في حياته ومطامحه وأهدافه ، ومستوى توافقه وعلاقاته الاجتماعية واتجاهاته ، ومفهومه عن ذاته

السجل المجمع :
وهو الوسيلة الرئيسية لتجميع المعلومات ، وهو سجل مكتوب يجمع ويلخص المعلومات التي جمعت عن طريق كافة الوسائل في شكل مجمع تتبعي أو تراكمي مرتبًا زمنيًا على مدى بضع سنوات ، ويشمل السجل المجمع كل المعلومات عن المريض وحالته وبيئته وشخصيته ، ونتائج الاختبارات والمقاييس والفحوص والبحوث الطبية..... ومن عوامل نجاح السجل المجمع : الشمول مع الاعتدال والاستمرار والمعيارية ، والدقة والبساطة ، والتنظيم والحفظ في سرية تامة وفي أيد أمينة 0

التشخيص :
هو الفن أو السبيل الذي يتسنى به التعرف على أصل وطبيعة ونوع المرض ، وهو عملية معقدة تبلور نتائج عملية الفحص الطويلة 0
§ يحتاج إلى مستوى عالِ وإعداد فني وممارسة طويلة 0
§ كلما كان تشخيص المشكلة أو المرض مبكرًا كلما كانت فرصة نجاح العلاج أفضل ، فهناك كثير من الأمراض والأعراض يمكن ملاحظتها بسهولة وفي مرحلة مبكرة مثل العاهات الجسمية والحسية والعقلية الشديدة ، وهناك أعراض وأمراض لا تظهر على الفور مثل التأخر الدراسي ، وسوء التوافق ، وهذا يدعو إلى التعاون الكامل بين الوالدين والمربيين والأخصائيين ، أي أنه في الأسرة والمدرسة ، والعيادة النفسية ، حتى تكتشف المشكلات ، وتشخص الأمراض في وقت مبكر 0
§ وهناك التشخيص الفارق وهو يقوم على التفرقة المنهجية بين أعراض مرضين أو أكثر لتقدير أي منهما هو الذي يعاني منه المريض 0

ومن أهم دواعي الاهتمام بالتشخيص الفارق في حالات الأمراض النفسية المنشأ ، الأمراض العضوية المنشأ ، وحالات الاضطرابات النفسية ، والاضطرابات الجسمية ، وحالات الأمراض الجسمية التي يصاحبها اضطرابات نفسية ، والأمراض النفسية الجسمية ، وهذا له أهميته في تحديد طريقة وإجراءات العلاج

التشخيص في حالة الأطفال
يحتاج هذا إلى إشارة خاصة ، وذلك للأسباب الآتية :
§ أن الطفل ما زال ينمو ولم يصل بعد إلى تمام نضج الشخصية جسميًا وعقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا 0
§ أن السلوك العادي وغير العادي عند الأطفال يختلف عنه لدى الكبار
§ أن المشكلة النفسية الخاصة بالأطفال تختلف مع النمو ، ولذلك يجب أن يهتم المعالج بدراسة علم نفس النمو 0

وهناك فرق بين تشخيص وعلاج الأطفال ، وبين تشخيص وعلاج الكبار ، فالطفل قدرته على الضبط والتحكم في بيئته محدودة ، واعتماده على الكبار كبير ، وتأثيرهم عليه ملحوظ ، فمرض الطفل يعتبر عرضًا لمرض أحد الوالدين أو كليهما
وفي حالة الأطفال يجب الاعتماد على تقارير الكبار وخاصة الوالدين (وبصفة أخص الأم) أو ولي الأمر ، ويجب التأكد من مدى صدق وثبات ما يدلي به هؤلاء من معلومات عن الطفل 0

ويعتبر اللعب أداة تشخيصية هامة وعلاج في حالة الأطفال بجانب طرق الملاحظة وتطبيق الاحتبارات والمقاييس التي تناسب السن والمستوى العقلي 0

ويقسم البعض الأمراض النفسية والعقلية على أساس الأسباب ، ومن النادر وجود سبب واحد للمرض ، إلا في حالات نادرة ، ومن المهم في عملية التشخيص التفريق بين الأسباب الحيوية والنفسية والبيئية ، والأسباب المهيئة والمرسبة التي أدت إلى المشكلة أو المرض ، ويجب الاهتمام بتحديد الأسباب كما يراها المريض نفسه ، وكما يصدق ذلك نتائج الفحص الشامل 0

ويصنف البعض الأمراض النفسية والعقلية على أساس الأعراض من خلال زملة الأعراض ، وبعض الأعراض قد تكون شديدة وواضحة يمكن ملاحظتها بسهولة ، وبعض الأعراض تكون مختفية لا يمكن معرفتها إلا عن طريق التقرير اللفظي من المريض أو مرافقيه ، وفي عملية التشخيص يجب الاهتمام بكل من الأعراض الخارجية والداخلية ، فقد يظهر العرض الواحد عند شخص نتيجة أسباب عضوية ، وعند شخص آخر نتيجة أسباب نفسية ، وفي نفس الوقت نجد أن الأعراض قد تظهر مع غيرها مكونة زملة تميز أمراضً متعددة 0

فالفحص الدقيق هو حجر الزاوية للتشخيص الموفق والعلاج الناجح 0
ثم يأتي تصنيف المرض وتحديد وضعه بالنسبة لباقي الأمراض النفسية من حيث كونه نفسي المنشأ ، أو عضوي المنشأ ، نفسيًا أو جسميًا أو نفسيًا جسميًا 0
تأتي عملية تفسير المرض وفقًا لنظريات الشخصية والعلاج النفسي مثل التحليل النفسي أو النظرة السلوكية ونظرية الذات
يرتبط التشخيص بالعلاج ويرى البعض أن عملية الفحص والتشخيص والعلاج عملية متصلة حتى وإن قام بالفحص والتشخيص أكثر من أخصائي 0
ويرى البعض أن عملية التشخيص تدخل في صميم عملية العلاج


العلاج النفسي:
العلاج النفسي بمعناه العام هو نوع من العلاج تستخدم فيه أية طريقة نفسية لعلاج مشكلات أو اضطرابات أو أمراض ذات صيغة انفعالية يعاني منها المريض وتؤثر في سلوكه ، وفيه يقوم المعالج – وهو شخص مؤهل علميًا وفنيًا – بالعمل على إزالة الأعراض المرضية الموجودة أو تعديلها أو تعطيل أثرها ، مع مساعدة المريض على حل مشكلاته الخاصة والتوافق مع بيئته بحيث يصبح المريض أكثر نضجًا وأكثر قدرة على التوافق النفسي في المستقبل

أهمية العلاج النفسي بالنسبة للمجتمع :
نظرًا للصراع والإحباط والحرمان الذي يصاب به الناس في المجتمع ويضيق القلق عليهم الخناق فيعيشون في وحدة وانطواء، وتتطور بهم الحال إلى السلبية واللامبالاة ، وقد يصل الحال إلى المرض النفسي الذي يحتاج إلى علاج نفسي متخصص

وتعتبر الوقاية من المرض النفسي من أهم مستلزمات المجتمع نحو أفراده ، فالعوامل الاجتماعية المسببة للمرض النفسي يجب عمل حسابها وتصحيحها قبل أن تؤدي بالأفراد في المجتمع إلى المرض النفسي 0

ويسعى العلاج النفسي إلى تحقيق الأهداف التالية :
إزالة العوامل والأسباب التي أدت إلى المرض 0
علاج أعراض المرض 0
حل المشكلات ومواجهتها وتحويلها من مشكلات مسيطرة إلى مشكلات مسيطر عليها 0
تعديل السلوك غير السوي وتعلم السلوك السوي الناضج 0
تعديل الدوافع التي تكمن وراء السلوك السوي الناضج
التخلص من المشكلات السلوكية ، وزيادة البصيرة بالنسبة لها ، وتعليم أساليب مواجهتها مستقبلًا 0
التخلص من نواحي الضعف والعجز ، وتعزيز وتدعيم نواحي القوة ، والتعرف على القدرات وتنميتها 0
تحويل الخبرات المؤلمة إلى خبرات معلمة 0
تغيير مفهوم الذات السالب وتنمية مفهوم الذات الموجب 0
تحقيق تقبل الذات وتقبل الآخرين وإقامة علاقة اجتماعية سليمة 0
تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي والمهني 0
تعلم أساليب أكثر فاعلية لمواجهة البيئة بمطالبها المتعددة بصورة واقعية 0
زيادة القدرة على حل الصراع النفسي والتغلب على الاحباط والتوتر والقلق 0
العمل على إتمام الشفاء والحيلولة دون حدوث النكسة 0

فالعلاقة العلاجية تتضمن التفاعل والاتصال بين المريض والمعالج وسرية المعلومات .... وفي العلاج النفسي لا بد من تهيئة المناخ أو الجو العلاجي المناسب من حيث إعداد مكان هادئ ومناسب لعملية العلاج والاتفاق مع المريض على مواعيد العلاج وإتاحة جو يتيح فهم سلوك المريض كما يفهم هو ، فالجو العلاجي المشبع بالأمن والفهم والتقبل يعتبر مثيرًا لانفعالات سارة ومريحة ويبعث في المريض الطمأنينة والأمل 0
ومن علامات الشفاء التي يجمع عليها المعالجون لإنهاء العلاج تخلص المريض من القلق ، وظهور علامات إعادة بناء وتغير تنظيم الشخصية ، والقدرة على مواجهة التوترات ، والقضاء على الكبت والنكوص ، وقدرة المريض على تحقيق التوافق الجنسي والاجتماعي والمهني ، وتوافق المطامح مع قدرات الذات ومع الواقع 0

وهناك بعض الاختلافات بين طرق العلاج أهمها :
عدم الاجماع على مفهوم معياري عام لطبيعة العلاج النفسي متفق عليه ويقبله كل المعالجين النفسيين ، وكل مدرسة وكل طريقة في العلاج النفسي تؤكد ناحية معينة دون النواحي الأخرى ، وهذه الاختلافات بين مدارس العلاج النفسي ترجع إلى أن المرض النفسي ظاهرة معقدة متشابكة تتنوع أعراضها وتنوعت المدارس والنظريات حول تفسير هذه الظاهرة 0
السؤالالاول
عقبي علي التشخيص عند الاطفال من مفهومك ؟
السؤال الثاني
تكلمي باختصار عن الاهداف التي يسعي اليها العلاج النفسي ؟

ليست هناك تعليقات: